إن جرينلاند تذوب، وجبال الألب تذوب، وجبال الهيمالايا تذوب، ولكن هناك جزء من العالم حيث ظلت الأنهار الجليدية الضخمة مستقرة، أو حتى اكتسبت كتلة كبيرة، في العقود الأخيرة.
وتنتشر هذه الأنهار الجليدية عبر “سطح العالم”، على بعد آلاف الكيلومترات من سلاسل الجبال العالية في آسيا الوسطى (كاراكورام، تيان شان، كون لون، بامير). وفي طاجيكستان، في جبال بامير، انطلقت رحلة استكشافية طويلة ومعقدة ضمت عشرات العلماء بتمويل من المعهد القطبي السويسري ومؤسسة ذاكرة الجليد في سبتمبر وأكتوبر، برفقة مصور وكالة فرانس برس حصريا.
كان علينا عبور طاجيكستان من الغرب إلى الشرق في سيارة رباعية الدفع لمدة أربعة أيام، ثم الصعود سيرًا على الأقدام إلى ارتفاع يزيد عن 5800 متر على الغطاء الجليدي في كون تشوكورباتشي، وهي قبة من الجليد قريبة جدًا من الحدود الصينية.
لمدة أسبوع في القمة، في درجات حرارة متجمدة وعلى الرغم من يوم عاصفة ثلجية، قام علماء من سويسرا واليابان والولايات المتحدة وطاجيكستان بحفر النهر الجليدي لاستخراج قلبين جليديين يبلغ طولهما 105 أمتار، في أقسام.
تعتبر طبقات الجليد هذه التي تم ضغطها على مدى قرون، وربما آلاف السنين، بمثابة كنز من المحفوظات المناخية، لأنها توفر معلومات عن تساقط الثلوج ودرجات الحرارة والغلاف الجوي والغبار في الماضي.
وأضاف: “التحليل المختبري فقط هو الذي سيؤكد ذلك، لكننا نأمل أن يكون اللب استثنائياً ليس فقط للمنطقة، بل للمنطقة بأكملها، ربما 20 ألفاً…