
تعيد دراسة جديدة نُشرت في Science Advances بناء جدول التنبؤ بالكسوف الموجود في مخطوطة دريسدن، وهو أحد أفضل نصوص المايا المحفوظة قبل العصر الإسباني. ومن خلال نظام يعتمد على الدورات القمرية والتقويم الطقسي، تمكن شعب المايا من توقع كسوف الشمس لعدة قرون، دون الحاجة إلى فهم سببه الفلكي.
التنبؤ على أساس الدورات، وليس العلوم النظرية
التحليل الذي أجراه جون جوستيسون (جامعة ألباني) وجاستن لوري (جامعة ولاية نيويورك بلاتسبيرج)، يفكك فكرة أن المايا صمموا جدول الكسوف الخاص بهم بناءً على الفهم العلمي لهذه الظاهرة. ليس هناك ما يشير إلى أنهم كانوا يعرفون هندسة مدار القمر أو العقد البروسية، مفاتيح حساب الكسوف في علم الفلك الحديث.
وبدلا من ذلك، ما طوروه كان أداة تنبؤية تجريبية: لقد حددوا أنه، في كل عدد معين من فترات القمر، كان من الممكن حدوث كسوف للشمس، وقاموا بتنظيم هذا التسلسل ضمن نظام تقويمهم المكون من 260 يومًا.
جدول 405 شهرًا كهيكل أساسي
وشملت الجدول المايا 69 مواعيد القمر الجديد موزعة في جميع أنحاء 405 شهر قمري (11960 يومًا). ووفقا للدراسة، 55 من هذه التواريخ تم اختيارهم بسبب تزامنت مع كسوف الشمس المحتمل من أراضي المايا. أما الباقي فكان عبارة عن فترات وسيطة تمت إضافتها للحفاظ على انتظام النظام.
ما يلفت النظر ليس فعاليتها فحسب، بل تصميمها أيضًا: الطاولة لم يبدأ من جديد في كل مرة انتهى فيها، الصين…



